مسائل في النذر

مسائل في النذر
منهاج الصالحين سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله

لا ينعقد النذر بمجرد النية بل لا بُدّ فيه من الصيغة، ويعتبر في صيغة النذر اشتمالها على لفظ ( لله ) أو ما يشابهه ما مرّ في اليمين كأن يقول الناذر : ( للهِ عليَّ أن آتي بنافلةَ الليلِ ) أو ( للرحمن عليَّ أن أدعَ التعرضَ للمؤمنينَ بسوء )، وله أن يؤدي هذا المعنى بأية لغة أُخرى غير العربية حتى لمن يحسنها على الأظهر.

يُعتبر في متعلَّق النذر من الفعل أو الترك أن يكون مقدوراً للناذر في ظرفه.

يُعتبر في متعلَّق النذر أن يكون راجحاً شرعاً حين العمل، بأن يكون طاعة لله تعالى من صلاة أو صوم أو حج أو صدقة أو نحوها مما يُعتبر في صحتها قصد القربة، أو أمراً ندب إليه الشرع ويصّح التقرب به إلى الله تعالى كزيارة المؤمنين وتشييع جنائزهم وعيادة المرضى وغيرها، فينعقد النذر في كل واجب أو مندوب - ولو كان كفائياً - إذا تعلق بفعله، وفي كل حرام أو مكروه إذا تعلق بتركه.

إذا نذر التصدق بجميع ما يملكه عيناً أو قيمة عندما يقضي الله له حاجة معينة فقضاها الله تبارك وتعالى ولكنه وجد مشقة شديدة في التصدق بجميع ماله فالأحوط وجوباً أن يتصدق بما يمكنه ويقوم الباقي بقيمة عادلة في ذمته قبل أن يتصرف فيه ثم يتصدق عما في ذمته شيئاً فشيئاً ويحسب منه ما يعطي إلى الفقراء والمساكين وأرحامه المحتاجين ويقيد ذلك في سجل إلى أن يوفي التمام فإن بقي منه شيء أوصى بأن يؤدى من تركته.

استفتاءات حول النذر

السؤال : نذرت نذراً للعباس عليه السلام ولم استطع الوفاء به بسبب النسيان في وقته.. فما الحكم ؟!!..

الجواب : إذا كان النذر للعباس عليه السلام من دون أن تذكر الله تعالى في النذر، فلا يجب الوفاء به، وإنما يجب الوفاء فيما إذا كان النذر لله فقط وإن يكون بصيغة صحيحة شرعية كأن تقول : ( لله علي كذا ).. وعلى فرض صحة النذر، لا يجب عليك شيء إذا لم تقدر على الوفاء.

السؤال : هل يجوز النذر للحسين عليه السلام أو غيره من أهل البيت عليهم السلام ؟!!.. وماذا نقول في نية النذر ؟!!..

الجواب : يجوز وصيغته ان تقول : ( لله علي أن أدفع كذا ريال مثلاً لأجل الحسين ) ومصرفه حينئذ يكون ما يناسب شأنه - روحي فداه - كإقامة عزائه ومعونة زواره الفقراء وإشادة ذكره، وكذا الحال بالنسبة لغيره من الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجميعن.

السؤال : إذا نذر شخص بنيه قلبيه : « إذا قضيت حاجتي هذه إن شاء الله سأتصدق بشاة للفقراء » وذلك بلغته الفارسية.. والآن وبعد أن قضيت حاجته يريد أن يتصدق بالمال بقيمة الشاة، و ذلك لكونه أسهل لعمليه التوزيع :

1 ) هل النذر صحيح بهذه الصيغة و بلغته غير العربية ؟!!..

2 ) وهل يستطيع أن يتصدق بالمال بدلاً من الشاة ؟!!..

الجواب :

1 ) لا يصح النذر بالنية ولا بهذه الصيغة، ولا يشترط التلفظ بالعربية.

2 ) لا مانع منه.

السؤال : ما حكم النذر الذي يقوله الإنسان في قلبه دون اللسان.. هل يصح ؟!!..

الجواب : لا يصح.

السؤال : نذرت عند ضريح السيدة زينب نذراً، وإلى الآن لم يتحقق بعد.. فهل يجوز لي العدول عنه لو تحقق ؟!!..

الجواب : لا مجال لحله، إذا كان النذر مطلقاً من حيث الزمان ووقع بصيغة شرعية.

السؤال : ما هو حكم النذر في الإسلام بشكل عام بالنسبة للكراهة أو الإباحة أو الاستحباب وهل من الأفضل أن نقوم بالنذر أم لا ؟!!..

الجواب : ما يستظهر من بعض الروايات أنه مكروه.

السؤال : ما هي صيغة النذر إذا أردنا ذلك وما هو المستحب فيها وما حكم من ينسی تأدية النذر ؟!!..

الجواب : صيغة النذر: ( لله عليّ أن أفعل كذا )، ولا يستحب فيها شيء وإذا نسي الوفاء وكان مؤقتاً فلا شيء عليه إلا في نذر الصوم فيجب قضاؤه وكذلك الصلاة علی الأحوط.

السؤال : أحد المؤمنين اختلط عليه النذور فمن النذور ذات صيغة شرعية وبعضها بصيغة غير شرعية والآن لا يعرف عددها بالتحديد فيريد أن يقضي هذه النذور ؟!!..

الجواب : الصيغة الصحيحة أن يقول : ( لله علي أن أفعل كذا ) من دون نذر ولكن إذا قال : ( لله علي نذر ) فالأحوط وجوباً أن يعمل له إذا شك في أمر أنه نذره بصيغة شرعية أم لا يجب الوفاء به وإذا علم بوجود نذور وشك في متعلقاتها فإن كان الشك بين مجموعة من الأمور محددة وجب العمل بها جميعاً.

السؤال : هل الوضوء شرط في النذر ؟!!..

الجواب : ليس بشرط.

السؤال : لقد نذرت نذراً من فترة، ولكنني نسيت ما هو هذا النذر، ولكنني أتذكر أنني نذرت، فالسؤال هنا.. ماذا أفعل في هذه الحالة ؟!!..

الجواب : إن كان المنذور محتملاً في أطراف محصورة تعين مع الإمكان العمل بها جميعاً، وإلا كفاه ما يحتمله.

السؤال : شخص نذر نذراً ثم نسي ما هو النذر الذي نذره بعد تحقق المنذور له.. فما هو التكليف الشرعي الواجب تجاه هذا النذر ؟!!..

الجواب : إذا كان المنذور مردداً بين أطراف الشبهة المحصورة وجب العمل بجميع المحتملات وإن عَسُرَ عليه ذلك أتى بما لا يوجب وقوعه في العسر منها مع تقديم ما هو أقوى احتمالاً على غيره، وإن كان مردداً بين أطراف الشبهة غير المحصورة كفاه الإتيان ببعض الأطراف المحتملة بحيث لا يطمئن معه بمخالفة تكليف وجوب الوفاء بالنذر المعلوم.

السؤال : ماذا أفعل لو نسيت.. هل أديت النذر أو لا، أو نسيت مقدار النذر، أو ماهية النذر ؟!!..

الجواب : في الحالة الأولى يجب الوفاء بالنذر، وفي الحالة الثانية يجب المقدار المتيقن دون المشكوك، وفي الحالة الثالثة إذا كان متعلق النذر مردداً بين أُمور محصورة، وجب الإتيان بها كلها.

السؤال : أنا متورط بنذر نذرته على نفسي، فقيل لي التخلص منه عن طريق الوالدين، ولكني لا أعرف كيف يكون ذلك ؟!!..

الجواب : إذا نهى أحدهما عن متعلق النذر، فلم يعد العمل بسببه راجحاً، بطل النذر.

السؤال : ما هو حكم النذر عند العجز عن الوفاء به ؟!!.. وهل يسقط النذر في هذه الحالة ؟!!..

الجواب : يُعتبر في متعلق النذر من الفصل أو الترك أن يكون مقدوراً للناذر في ظرفه، فلو كان عاجزاً عنه في وقته إن كان مؤقتاً، ومطلقاً إن كان مطلقاً لم ينعقد نذره، وإذا طرأ العجز عنه في الأثناء انحل ولا شيء عليه، نعم لو نذر يوم أو أيام فعجز عن الصوم فالأحوط وجوباً أن يتصدق عن كل يوم بمدّ على مسكين أو يدفع له مدين ليصوم عنه.

السؤال : هل يكفي في التحليل من النذر واليمين أن يقول الوالد أو الوالدة لولدهما : أحللتك من نذرك أو يمينك، أم لا بد من نهيه عن فعله حتى يصير غير راجح فيبطل ؟!!..

الجواب : للأب أن يحل يمين ولده، والنذر ينحل بنهي الوالد بنحو لا يعد بسببه راحجاً في حقه.

يسلمووووووووووووو

يسلمووووو

جزاك الله جنات الفردوس

موفقة ان شاء الله

يعطيج العافيه

مودتي

فراح